الإعجاز القراَني العجيب في ظاهرة توسع الكون


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

في عام 1929 لاحظ عالم الفلك في معهد كاليفورنيا التقني إدوين هابل ظاهرة فلكية لم تكن معروفة حيث اكتشف أن الكون يتمدد ويتسع . وهذا التمدد لا يعني أننا يجب أن نرى بقية المجرات تتحرك مبتعدةً عنا فقط، ولكن أيضاً المراقب الموجود في مجرة أخرى عليه أن يلاحظ الشيئ نفسه،حيث لاحظ هابل من خلال مراقبته لأحد النجوم أن لون الطيف الصادر من هذا النجم يتحول إلى اللون الأحمر ومعنى هذا حسب نظريات علم الفيزياء الفلكية astrophysics أنه عندما ينقلب لون الطيف الصادر من جسم سماوي (سوبر نوفا) إلى الأشعة الحمراء... فإن هذا يعني أن النجم يبتعد عن الأرض وأما إذا كان هذا النجم يقترب من الأرض فإن الطيف يظهر اللونالأزرق،وإكتشف أيضا أن النجوم والمجرات لا تتباعد عن الأرض فحسب بل تتباعد عن بعضها البعض أيضا وهذا يمكن محاكاته عن طريق رسم نقاط على بالون ثم نفخه حيث أن هذه النقاط ستتباعد كلما كبر حجم البالون.
وهذا يدل على أن هذا الكون في تمدد دائم في كل لحظة.
الاكتشاف الرهيب الذي توصل إليه العالم الفلكي الأمريكي أدوين هابل عام 1929م إلى إحداث تغيير كبيرفي علوم الفضاء،وتكريما لمجهودات هذا العالم قامت ناسا بإطلاق إسم هابل على منظارها الشهير فيما بعد.
كما إكتشف هابل أن سرعة التمدد تزيد بإستمرار،حيث أن المجرات التي ولدت تبتعد عن مكان الإنفجار وعن المجرات الأخرى،وهذا ما أدى إلى تغير في نظرة وتفكير العلماء حول نشأة الكون الذين إعتقدوا أن الكون ثابت حتى ذلك الوقت.
لكن هذه الحقيقة التي خفيت عن علماء الغرب كانت موجودة منذ أكثر من 1400 سنة في القراَن الكريم المنزل من الحق سبحانه وتعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولتتأكد من صحة الأمر افتح المصحف الشريف عند الآية 47 من سورة الذاريات ، حيث يقول الحق عز و جل :
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ}
تشير الآية القرآنية الكريمة إلى أن الكون المعبّر عنه بلفظ السماء هو في حالة توسع دائم، يدل على ذلك لفظ "موسعون" فهو اسم فاعل بصيغة الجمع لفعل أوسع وهو يفيد الاستمرار، لكن القرآن لم يبين تفاصيل الاتساع وإنـما أورده .
فلفظ "موسعون" الذي يفيد الماضي والحال والاستقبال، على أن الكون في حالة توسُّع مستمر، ونقول: إن اتفاق الفلكيين في النصف الثاني من القرن العشرين على حقيقة توسع الكون أسقطت فرضية أزلية الكون وقدمه، وثبت علمياً أن للكون بداية ونهاية، فسبحان الذي صدقنا وعده عندما قال
: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت: 53]..


ولكن السؤال: لماذا يستخدم العلماء مصطلح (الكون)، بينما نجد القرآن يستخدم لفظ (السماء) وأيهما أدق من الناحية العلمية؟
يستخدم العلماء اليوم مصطلح "اتساع الكون" أي أنهم يقررون حقيقة علمية وهي أن الكون يتوسع Universe Expanding ولكن الحقيقة عكس ذلك! فالكون لا يتوسع بأكمله، بل الذي يتوسع هو المكان بين المجرات، فالمجرات عندما تتباعد بسرعات مذهلة لا يتوسع حجمها، ولا تكبر النجوم فيها، بل هذه المجرات تسير موسِّعة المكان من حولها.
إذن يجب أن نستخدم مصطلحاً جديداً وهو "اتساع المكان"، ولكن لو استخدمنا هذا المصطلح لفترة من الزمن سوف تتطور معرفتنا بالكون، وندرك أنه لا يوجد فضاء كما كان يُظن في الماضي! بل إن كل جزء من أجزاء الكون مملوء بالمادة والطاقة، وهذا ما كشفه العلماء حديثاً وقرروه بعد اكتشافهم "المادة المظلمة" وذلك منذ سنوات قليلة.
إذن ما هو المصطلح الدقيق علمياً؟ إنه بلا شك ما جاء في كتاب الله تعالى ربّ الحقائق العلمية. أي هو "اتساع السماء"، فالسماء تعني المكان بين النجوم والمجرات وهي تحيط بها من كل جانب، وهذا المكان الذي سمَّاه القرآن "السماء" ليس فارغاً بل هو مملوء بالمادة والطاقة والمادة المظلمة والطاقة المظلمة، وهذا المكان (الذي نقصد به السماء) هو الذي يتمدد ويتّسع باستمرار.
وتشير الأبحاث الفلكية إلى أن هذا التوسع يتم بسرعة أكبر من مما نتوقع ،كما أنه سيصل إلى نقطة يصل فيها التوسع إلى نهايته لأن عملية التوسع بحاجة إلى طاقة محركة والطاقة محدودة مثلما يأكدها قانون الطاقة حيث يقول "أن الطاقة لا تخلق ولا تفنى إنما تتحول من شكل إلى اَخر".
ويقول العلماء أن الكون سيصل إلى نقطة ينطوي فيها على نفسه ويعود من حيث بدأ،فسبحان الله فأول مايخطر ببالنا عند قراءة هذه المعلومة هو قوله سبحانه وتعالى عندما حدثنا عن نهاية الكون بقوله:
 (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104].
فسبحان الخالق البارئ المصور كيف نجد حقائق مثل هذه في كتاب نزل قبل 14 قرنا لا يحتوي على أي خطأ مهما كان بسيطا يُعجز العلماء اليوم.
ومنه فإن من واجبنا التدبر والفهم الصحيح لاَيات القراَن الكريم،حتى يزيد الإيمان في صدورنا ونكون من المفلحين،وأن لا ننجر وراء نظريات العلماء الغربيين وأن نرجع دائما إلى كتاب الله عز وجل.





أرجوا أنكم إستفدتم من هذا الموضوع زوارنا ومتابعينا.


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتابة تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

كافة الحقوق محفوظة 2016 © مدونة موسوعة العلوم والتكنولوجيا