هل تعرف سر ثقة الأغبياء؟..تعرف على تأثير دنينغ كروجر


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته...

من منا يُنكر أن الناس ليسوا في نفس المستوى من حيث القدرات العقلية وبمعنى اَخر مستوى الذكاء ،لكن الغريب في الأمر أن أولائك الأكثر جهلا هم من يملكون ثقة في النفس وفي قدراتهم على عكس الأذكياء الذين غالبا ما يتلعثمون في شرح وجهة نظرهم.
في الحقيقة فقد لاحظ العلماء هذا الأمر ،كما قاموا بدراسته والتعمق في أسبابه بُغية فهمه ،وفي الأخير خرجوا بنظرية تدعى بنظرية دنينغ-كروجر.
حيث قام الباحثان ديفيد دنينغ وجستن كروجر من جامعة "cornell" بنيويورك بإختبار تأثير دنينغ-كروجر لأول مرة سنة 1999 عن طريق سلسلة من التجارب على مجموعة من الطلاب بغية التأكد من نظرية مفادها أن الأشخاص الذين تنقصهم المهارة في مجال ما ،ينقصهم الإدراك بقصورهم في ذاك المجال .
قام الباحثان في إحدى هذه التجارب بإجراء إختبارات على هؤلاء الطلاب في قواعد اللغة والمنطق لِما للمجالين من إجابات محددة ،حيث لاحظا أن الطلاب الذي يملكون درجات أقل قد قيموا أدائهم بشكل أعلى من مستواهم ،بينما ذوي الدرجات المتوسطة قيموا أدائهم بدقة ،بينما الطلاب ذوي الدراجات العالية كانوا يقيمون أدوائهم بشكل أقل من مستواهم.
وفي جل التجارب كانت النتائج متماثلة بهذا الشكل :
  • الطلاب الأغبياء لديهم إعتقاد بامتلاكهم للهمارات اللازمة مما يكسبهم ثقة زائدة في النفس.
  • الطلاب ذوي المستوى الأعلى يدركون حقيقة مستواهم بدقة.
  • الطلاب الأذكياء يميلون للإعتقاد بأن مستواهم أقل مما هو عليه في الواقع مما يفقدهم الثقة بالنفس.

ليخرج الباحثان دينينغ وكروجر بورقة بحث جاء في مطلعها إستشهادهما بقصة حدثت سنة 1995 للص من بيتسبرغ يدعى 'مكارثر ويلر' قام بالسطو على مصرفين في وضح النهار من دون أن يرتدي أي قناع أوشيء للتنكر ،حيث بعد وقت قصير تم إعتقاله وفي خضم التحقيقات عُرضت عليه تسجيلات لكاميرات المراقبة وبعدها تفاجئ المحققون بالسارق يعترض على التسجيلات محتجًا بإنه قام بمسح وجهه بعصير الليمون(الذي يستخدم لإخفاء الكتابة ) والذي إعتقد أنه سيجعله غير مرئي لكاميرات المراقبة.
كذلك فسرا النتائج بأن دقة تقييم المهارة تعتمد على ذات المقدرات اللازمة لأداء تلك المهارة ،إذًا فالشخص الأقل كفائة لديه ضغف مزوج على عكس البقية حيث لايفتقر إلى المهارة فحسب بل ويفتقر كذلك إلى الأدوات العقلية لتقييم نفسه .
تأثير دنينغ كروجر

ومنه فقد تم تعريف هذا التأثير على أنه إنحياز معرفي يشير إلى ميل الأشخاص غير المؤهلين للمبالغة في تقدير مهاراتهم بسبب عدم قدرتهم على التنافس و المعرفة ،والتفريق بين الشخص الكفئ وغير الكفئ أويمكننا القول أنهم يعانون من وهم الفوق.
هؤلاء الأشخاص قد يشكلون خطر على أي مجتمع ،فعلى سبيل المثال قد يتقلدون مناصب ووظائف ليسوا أهلاً لها لمجرد أنهم يخدعون الناس بثقتهم المزيفة وحسن كلامهم وتفسيرهم للأمور ما من شأنه أن يسبب ماَسي لا تحمد عقباها،الفخ الذي علينا أن نحذر من الوقوع فيه كما وجب الإحتياطة منه.
والحل الوحيد بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا المشكل هو أن يبدؤوا في تعلم المزيد من الخبرة والمهارة.

هذا والحمد والشكر لله ،وصلي اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى اَله وصحابته أجمعين.


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتابة تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

كافة الحقوق محفوظة 2016 © مدونة موسوعة العلوم والتكنولوجيا