السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كوكب بلوتو اكتشف في عام 1930، خلال عملية استكشاف للأجرام السماوية، وظلَّ هذا الكوكب مصدراً للغموض منذ ذلك الحين، لدرجة أن التلسكوب الفضائي العملاق هابل لم يتمكن إلا من رصد تفاصيل قليلةٍ للغاية عن سطحه الجليدي.
"بلوتو" أو "أفلوطن" هو كوكب قزم يبعد عن الشمس لدرجة أّنّها لا ترى منه إلاّ كنجم نيّر، كما أنه كان أصغر كواكب المجموعة الشمسية التسعة ولو كنت إفتراضاً وزنك فوق الأرض 70 كيلوجرام فسيصبح وزنك فوق بلوتو 4 كيلوجرام.
لكنالاتحاد الفلكي الدولي قام بإعادة تعريف للمصطلح "كوكب" في 24 أغسطس 2006م، واعتبر بلوتو كوكباً قزماً، ليصبح عدد كواكب المجموعة الشمسية ثمانية. له قمر يدعى" شارون" وحجمه يبلغ ثلثي حجم بلوتو تقريبا بالإضافة إلى قمرين صغيرين.
خلال شهر 3 يناير 2006 أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا المسبار نيو هورايزونز من قاعدة كاب كانافيرال بولاية فلوريدا محمولا على صاروخ عملاق من طراز لوكهيد مارتن أطلس 5 وقد زود الصاروخ بخمسة محركات إضافية تعمل بالوقود الصلب ويزن المسبار 454 كغم وتبلغ تكلفته أكثر من 6500 مليون دولار أمريكي وينطلق بسرعة 75600 كم في الساعة وسيقوم المسبار بالدوران حول كوكب المشتري وذلك للاستفادة من قوة الجاذبية ومنح المسبار قوة إضافية حيث سيزيد ذلك من سرعة المسبار إلى 211 كم في الثانية ويتوقع أن يصل المسبار نيو هورايزونز إلى كوكب بلوتو بعد عشرة أعوام ليلتقط أول صور لبلوتو وأقماره وسوف يقوم بجمع البيانات وستظهر أولى الخرائط وذلك قبل ثلاثة أشهر من الاقتراب من كوكب بلوتو وأقماره وسيقوم المسبار بقياس انبعاثات الأشعة فوق البنفسجية من الغلاف الجوي لبلوتو. وصل المسبار الى محيط بلوتو يوم 133 يوليو 20155 بعد رحلة استغرقت تسع سنوت قطعت خلالها نحو خمسة مليارات كيلومتر و قام بإرسال صورة عالية الدقة ،وكشفت هذه الصور للكوكب القزم بلوتو والتي أرسلتها المركبة نيو هورايزون عن وجود أنهار من جليد النتروجين تملأ فوهات بركانية ، وغلاف جوي على وشك الانهيار وضباب غامض ذي لون يضرب الى الحمرة على ارتفاع 160 كلم فوق السطح.
ووجد العلماء أن كوكب بلوتو أبرد ممَّا كانوا يعتقدون أو يتصورون، وكان يُعتَقد أن انخفاض درجة حرارة الكوكب هي نتيجة التفاعلات بين سطح الكوكب المكوَّن من النيتروجين المتجمد وبين جوه النيتروجيني الرقيق. فكلَّما ابتعد عن الشمس تكثف غاز النيتروجين على سطح الكوكب وتجمد، وكلما اقتراب من الشمس تسامى الجليد مكوِّناً غاز النيتروجين ،وقمره شارون مختلف لأنه بلا جو،لهذا درجة حرارته تعتمد على تكوينه الجيولوجي وانعكاسية الضوء ،وبلوتو يقع على مسافة أبعد 300 مرة من المسافة بين الشمس والأرض، كما أن درجة حرارته تعتمد على قربه أو بعده من الشمس في مداره البيضاوي ،فبينما الأرض وكوكب الزهرة يعانيان طبيعيا من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري حيث يمتصُّ سطحاهما طاقة الشمس التي تسخنهما، لكن العكس يحدث فوق كوكب بلوتو ،فبدلا من أن تُمتَصَّ طاقة الشمس وتدفِّئ الكوكب، يتحول جليد النيتروجين فوق سطحه إلى غاز.. فيبرد.
الجدير بالذكر أن بلوتو في دورانه حول الشمس يقطع الدورة في 247,7 سنة أرضية يقطع خلالها 5,9 مليار كم ،ويستغرق حوالي 6 أيام من ايام الأرض فقط ليدور حول محوره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كتابة تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.