السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
نعيش اليوم في عصر العولمة ،حيث الكل يتسابق لتحقيق السبق العلمي والسير بقاطرة البشرية نحو الأمام ،وهو الأمر الذي يتجسد في الإكتشافات وسعي العلماء في الأثناء وراء بحوثهم وتجاربهم التي من شأنها حسم معركة الأنسانية في عديد المجالات.
في سنة 1935 قام العالم الفيزيائي هيلارد بيل هينتنغتون بطرح نظرية مفادها الهيدروجين -الذي يوجد في الحالة الغازية- يمكن أن يتحول إلى معدن إذا تعرض إلى ضغط كبير (حوالي 25 جيغا باسكال) .
منذ هذا التاريخ والعلماء يحاولون ويحلمون بتحقيق هذه الهدف ،الاَن وبعد 100 عام من التجارب الفاشلة ،ها هما العالمان في جامعة هارفرد الأمريكية البروفيسور 'إسحاق سيلفيرا' والدكتور 'رانجا دياس' من تحقيق أول تجربة ناجحة لعملية تحويل الهيدروجين من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة ،يذكر أن كتلة الهيدروجين المتحصل عليها يبلغ سمكها حوالي 1,5ميكرون وقطرها 10ميكرون أي أن كتلة العينة ضئيلة ،حيث يتردد العلماء في إجاراء أي إختبارات أخرى على العينة .
نذكر أن العلماء قاموا في العملية بمحاصرة غاز الهيدروجين داخل جيب بين قطعتين من الألماس المصقول بدقة والمعالج حراريا والمطلي بمادة الألومينا (وهي الخطوة التي فشلوا فيها في التجارب السابقة) حيث تم تبريد العينة ألى 267,65- مئوية ،قبل أن يعرضوها إلى ضغط كبير يتراوح بين 465 و495 جيغا باسكال (أكبر ب20 مرة مما توقعه العلماء قبل 100 عام) مع العلم أن 1جيغا باسكال تعدل مليون ميغا باسكال ،وأن الضغط الطبيعي على مستوى البحر يقدر بـ101325باسكال.
وقال البروفيسور إسحاق سيلفيرا :"نعتبر هذه العينة من الهيدروجين المعدني الأولى على الإطلاق على كوكب الأرض ،ويكمن شعورنا العظيم في رؤية شيء لم يكن موجود من قبل ".
نأتي الاَن إلى أهمية هذا السبق العلمي ،حيث أنه أكثر من مجرد تأكيد لنظرية في الفيزياء حيث بإمكانه إحداث ثورة في العديد من المجالات توقع العلماء أن يكون الهيدروجين المعدني موصل فائق دون مقاومة مامن شأنه أن يحدث تأثيرا هاما في كل مايتعلق بالكهرباء كتوصيل الكهرباء من محطات التوليد إلى المنازل من دون ضياع أي طاقة(أي تقليل ضياع ما يعادل %15 من إحتياجات الطاقة على شكل حرارة).
كما يمكن العلماء من صناعة حواسيب وقطارات مغناطيسية فائقة السرعة وسيارات عالية الكفائة ،فضلا على أنه من المتوقع أن يكون الهيدروجين المعدني أفضل وقود للصواريخ حيث يمكن أن تخزين طاقة هائلة في صورة روابط بين ذرات الهيدروجين المعدني ما من شأنه أن يمكننا من بلوغ عوالم لم نحلم بالوصول إليها.
لكن كل هذا مهدد بالفشل إذا لم يتمكن العلماء من النجاح في إبقاءه في درجة الضعط والحرارة الطبيعيين ،حيث ذكر بعض العلماء أن الهيدروجين المعدني سيكون غير مستقر ومن شأنه أن يتحلل تدريجيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كتابة تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.