السلام عليكم ورحمة الله...
هابل قصة كاملة يختصرها هذا الإسم،فمن منا من لم يتردد في أذنه إسم أشهر تلسكوب فضائي الذي تعلق كثيرا بسعي الإنسان لإستكشاف أعماق الفضاء والبحث عن أجوبة محتملة لأسئلة كثيرة لم يجد لها علماء الفلك طريقا للإجابة عنها،وسنسعى إن شاء الله لتسليط الضوء على هذا الإنجاز العظيم وكل مايتعلق به عن طريق سلسلة من المواضيع والتي سننشرها لكم تباعا إن شاء الله.
الحاجة أم الإختراع:
عندما تحول غاليليو لأول مرة بمنظاره إلى السماء عام 1610، كانت لديه مشكلة
في تمييز حلقات كوكب زحل الواضحة في تلسكوبات اليوم البسيطة، وقد ساعد
التقدم في مجال البصريات على تحسين قدرة العلماء في مشاهدة الكواكب والنجوم
والمجرات البعيدة، إلا أن الغلاف الجوي للأرض كان لايزال يحجب الكثير من
الضوء أمام المراقبين على الأرض مما يشوش على الرؤية الواضحة للفضاء الخارجي ولذلك بدأت تظهر الحاجة لوضع التلسكوبات الكبيرة على الجبال العالية، حتى تسمح الأجواء الصفاية بالتقاط صور أوضح.حيث تحدث الاضطرابات في الغلاف الجوي نتيجة حركة عنيفة أو غير مُستقرة من
الهواء أو الماء أو بعض السَّوائل الأُخرى، والتي تتسبَّب في جعل رؤيتنا
للنُّجُوم كأنَّها تتلألأ، وهذه الظاهرة يسمِّيها عُلماء الفلك بالرُّؤية الفلكيَّة.
ثم أطلقت ناسا في عام 1962 مرصد المدار الشَّمسي Orbiting Solar Observatory ـ (OSO) من أجل الحصول على الأشعة فوق البنفسجية والأشعَّة السينيَّة وأطيَاف أشعَّة غَامَا ،وفي عام 1962 أطلقت المملكة المتحدة مرصد المدار الشَّمسي Ariel 1 الذي كان من ضمن برنامجها الفضائي أرييل، وفي عام 1966 أطلقَت ناسا أول بعثة للمرصد الفلكي المداري (OAO)، ولكن بعد إطلاقه بثلاثة أيَّام ضعُفت بطَّاريتُه وانتهت بذلك البعثة. بعد فشل تلك المهمَّة أُرسل مرصد آخر OAO-2 والتي رُصدت منهُ الأشعَّة الفوق بنفسجيَّة الآتية من الشَّمس والمجرَّات مُنذ إطلاقه في عام 1968 إلى 1972 مُتجاوزًا بذلك العُمر الذي توقَّعهُ العلماء للمرصد بأنَّه سيعمل فقط لمدةِ سنةٍ واحدة.
أظهرت بعثتا المرصدين OSO و OAO الدَّور الهام الذي يُمكن أن يلعبه الرصد الفضائي في علم الفلك، ففي عام 1968 طوَّرت ناسا خُطط مُحدَّدة لمقراب عاكس قُطر مرآته 3 أمتار، عُرف مؤقتاً باسم المرصد المداري الكبير أو مرصد الفضاء الكبير؛ وكان من المُقرر إطلاقه في عام 1979، وشدَّدت هذه الخُطط على الحاجة للبعثات المأهُولة من أجل صيانة المرصد الفضائي وذلك لضمان عمله وإطالة عُمره خاصًّة وأنَّهُ مشروعٌ مُكلف وباهظ الثَّمن، والتَّطوير للخطط التقنيَّة التي تسمح لإعادة استخدام مكُوك الفضَاء سرعان ما أصبحت مُتاحة.
بصيص النور...:
تلسكوب هابل الفضائي هو الحل للمشكلة التي واجهت التلسكوبات منذ المراحل المبكرة لاختراعها ألا وهي الغلاف الجوي،حيث ترجع فكرته ألى عام 1923، حين طرح عالم ألماني يدعى "هيرمان أوبرث" فكرة نقل التلسكوب إلى الفضاء في مدار حول الأرض، للمساعدة في التغلب على التشوهات الناجمة عن الغلاف الجوي، وعندما أصبح إطلاق الصواريخ فيما بعد أكثر شيوعا، بات تحقيق تلك الفكرة ممكنا.ثم أطلقت ناسا في عام 1962 مرصد المدار الشَّمسي Orbiting Solar Observatory ـ (OSO) من أجل الحصول على الأشعة فوق البنفسجية والأشعَّة السينيَّة وأطيَاف أشعَّة غَامَا ،وفي عام 1962 أطلقت المملكة المتحدة مرصد المدار الشَّمسي Ariel 1 الذي كان من ضمن برنامجها الفضائي أرييل، وفي عام 1966 أطلقَت ناسا أول بعثة للمرصد الفلكي المداري (OAO)، ولكن بعد إطلاقه بثلاثة أيَّام ضعُفت بطَّاريتُه وانتهت بذلك البعثة. بعد فشل تلك المهمَّة أُرسل مرصد آخر OAO-2 والتي رُصدت منهُ الأشعَّة الفوق بنفسجيَّة الآتية من الشَّمس والمجرَّات مُنذ إطلاقه في عام 1968 إلى 1972 مُتجاوزًا بذلك العُمر الذي توقَّعهُ العلماء للمرصد بأنَّه سيعمل فقط لمدةِ سنةٍ واحدة.
![]() |
OSO-3 داخل غُرفة نظيفة. |
![]() |
القمر الاصطناعي OSO 4 |
أظهرت بعثتا المرصدين OSO و OAO الدَّور الهام الذي يُمكن أن يلعبه الرصد الفضائي في علم الفلك، ففي عام 1968 طوَّرت ناسا خُطط مُحدَّدة لمقراب عاكس قُطر مرآته 3 أمتار، عُرف مؤقتاً باسم المرصد المداري الكبير أو مرصد الفضاء الكبير؛ وكان من المُقرر إطلاقه في عام 1979، وشدَّدت هذه الخُطط على الحاجة للبعثات المأهُولة من أجل صيانة المرصد الفضائي وذلك لضمان عمله وإطالة عُمره خاصًّة وأنَّهُ مشروعٌ مُكلف وباهظ الثَّمن، والتَّطوير للخطط التقنيَّة التي تسمح لإعادة استخدام مكُوك الفضَاء سرعان ما أصبحت مُتاحة.
مشكلة التمويل:
في عام 1970 أنشأت ناسا
لجنتين؛ الأولى مهمتها تخطيط الجانب الهندسي لمشروع مرصد الفضاء والثانية
مهمتها تحديد الأهداف العلمية للبعثة. حالما أُنشئت هذه اللجنتين كانت أمام
ناسا العقبة التالية أمام مشروعها وهو التمويل، والذي من شأنه أن يكون
أكثر تكلفة من أي مرصد أرضي. قام الكونغرس الأمريكي
بوضع العديد من الأسئلة المتعلقة عن جوانب الميزانية المقترحة للمرصد،
وأجبر ناسا على إجراء تخفيضات بالميزانية في مراحل التخطيط والذي كان حينها
يتألف من دراسات مفصلة للغاية من الأدوات والأجهزة المحتمل وضعها وتركيبها
في المرصد،لكن في عام 1974 انخفض الانفاق العام في الولايات المتحدة مما استدعى الكونغرس بأن يوقف كل التمويل الموجه لمشروع المرصد الفضائي.
لكن هذه الأزمة لم تكن لتنال من عزائم القائمين على المشروع فقد تحركت مختلف الجبهات في الولايات المتحدة الأمريكية من منظمات وجمعيات علمية بما في ذلك الأكاديمية الوطنية للعلوم وكذا العلماء والفلكيين للضغط على الكونغرس وكذا مجلس النواب الأمريكي لإعادة تمويل المشروع، وفي النهاية وافق مجلس الشيوخ على نصف الميزانية التي وافق عليها الكونغرس قبل إلغاء التمويل.
تسببت قلة التمويل في انخفاض حجم المشروع، فتحول قُطر المرآة التي كانت ستُصنع من 3 أمتار إلى 2.4 متر من أجل تخفيض التكاليف،
كما رُفض مُقترح لمرصد فضائي قطر مرآته 1.5 متر، والذي كان سيكون بمثابة
اختبار للأنظمة التي سيتم استخدامها على القمر الصناعي الرئيسي بسبب
الميزانية؛ وبسبب ذلك تعاونت ناسا مع وكالة الفضاء الأوروبية
(ESA). وافقت ESA على توفير التمويل اللازم وتزويدهم بالأدوات الأولى
للجيل الأول لهذا المرصد والتي ستوضع فيه، بالإضافة إلى مصدر الطاقة التي
ستشغله وهي الألواح الشمسية وسوف تُرسل وكالة الفضاء الأوروبية موظفين من عندها ليعملوا مع طاقم ناسا على هذا المرصد في الولايات المتحدة
مُقابل أن تضمن ناسا للفلكيين الأوروبيين لوقت لا يقل عن 15٪ في استخدام
المرصد ورصد الملاحظات، وهو وقتٌ أقل من الوقت المسموح لفلكيي ناسا الذين
لديهم الوقت الأكبر.
وبدأ التصميم للمرصد الكبير بشكل جدي وتحدد موعد الإطلاق ليكون في عام
1983.
![]() |
رسم متفجر ومُفصَّل للقطع والأجهزة المتكونة منه مرصد هابل الفضائي |
تسمية المرصد:
سُمِّي المرصد باسم (HST) نسبة إلى العالم الفلكي الأمريكي إدوين هابل(1889-1953) ذلك العالم الذي قدم واحدة من أعظم الاكتشافات العلمية في القرن 20 حينما اكتشف أن الفضاء الكوني يتمدد و يمتد خارج حدود مجرة درب التبانة.
لقد خطط لتلسكوب الفضاء هابل أن يحمل معه امال وطموحات أمة من العلماء والشغوفين بإستكشاف الفضاء من كل العالم ،أهم مراحل التصنيع ،المعدات الأساسية،لحظة الصفر،خيبات الأمل بعد الإطلاق ومعلومات مهمة سنتطرق إليها في الجزء القادم إن شاء الله.
يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
كتابة تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.